لماذا لا يفضفض الرجال؟
دائما يحكى عن المرأة, وأن المرأة أكثر جرأة من الرجال
في الفضفضة وتقول كل ما عندها.. فتعالوا معي لنتعرف
لماذا لا يفضفض الرجال ؟؟ موضوع مفتوح نرجوا
المشاركة فيه لمعرفة المزيد من الأسباب و الدوافع
من الرجل نفسه وما قولكم فيما ذكر في هذا الاستطلاع
قرأته حتى تعم الفائدة على الجميع .
كشفت نتائج استطلاع للرأي أجراه "إسلام أون لاين.نت"
عن حاجة الرجال إلى مساحة للبوح والفضفضة بعد أن
رأت غالبية المصوتين أن سبب إخفاء الرجل شكواه
ترجع إلى عدم وجود من يثق به، ويليهم بفارق قليل
نسبة ترجع السبب إلى اعتبار الشكوى "ضعفا"، ثم بفارق
ملحوظ أسباب أخرى منها عدم التربية على الفضفضة ولوم الآخرين.
يأتي الاستطلاع ضمن فعاليات زاوية في إطار رؤية شاملة
تحافظ على صحة الأسرة والمجتمع.
شارك في الاستطلاع ما يقرب من 12230 زائرا واستمر
لمدة 5 أيام في الفترة من 11 إلى 15 يناير 2005.
وجاءت الإجابات ردا على سؤال: "ما أكثر الأسباب التي
تدفع الرجل الشرقي إلى أن يخفي شكواه؟" وعلى خلفية
ما تظهره الإحصائيات من أن متوسط عمر المرأة في
العالم أطول من عمر الرجل كون المرأة أكثر ميلا
للبوح بشكواها والفضفضة.
وأرجعت نسبة 38.97% من المشاركين بالاستطلاع
السبب إلى "عدم وجود من يثق به" فيما اعتبر 36.64%
من المشاركين "الخجل من الشكوى واعتبارها ضعفا" هو
السبب، بينما أرجع 18% السبب لعدم التربية على ثقافة الفضفضة
، وأخيرا رأى 6.39% أن السبب هو "الخشية من لوم الآخرين".
"الرجل يُشكى إليه ولا يشتكي"
تعليقا على نتائج استطلاع الرأي تحدث هاتفيا الدكتور وائل أبو هندي
أستاذ مساعد الطب النفسي بجامعة الزقازيق،
فقال: "نتائج الاستطلاع تعكس عموما الواقع المعيش،
إلا أن سبب الخجل من الشكوى كان الأولى أن يأتي في
المرتبة الأولى؛ فالرجل في ثقافتنا يشكى إليه ولا يشتكي،
والشكوى بوجه عام يعتبرها ضعفا، كما لا يحبذ الرجل التعبير
عن المشاعر. ويكرس ذلك كله عوامل عديدة منها ظروف
النشأة والتربية التي تنهر الطفل عندما يبكي، وظروف الحياة
الاقتصادية الضاغطة التي لا تسمح له بوقت ليتكلم".
ويستطرد أبو هندي قائلا: "الثقافة النسوية بها فضفضة
أكثر من الرجل، فقدرة المرأة اللفظية أعلى من الرجل
نتيجة لاختلاف التركيب والوظيفة في مناطق المخ المختلفة،
كما أن للتربية عاملا كبيرا في عدم البوح".
وحول مدلول نسبة الـ38.97 %الغالبة في نتيجة الاستطلاع
التي ترى سبب إخفاء الشكوى في عدم وجود إنسان ثقة يرى
أبو هندي أن "تلك النسبة تعكس فقدان الإحساس بالأمان والحميمية
داخل المجتمع الذي تحول الإنسان فيه إلى رقم وليس
كيانا فمؤسسات المجتمع تتعامل مع الأفراد كأرقام
أو كمادة استهلاكية يكتسب من ورائه".
وتابع قائلا: "أصبحت من سمات المجتمع الحديث قلة شعور
الفرد بالأمان، هذا بالإضافة إلى عدم ثقة الأفراد في
الحكومة وانعكاس ذلك على تعاملهم ببعضهم ببعض
ومن خلال التعامل الذي اختفت فيه الحميمية".
لكل صاحب فكرة ورأي وتصور سقفاً لفكرته ورأيه
وتصوره وهذه الأسقف تختلف متانة وارتفاعاً من
شخص إلى شخص بحسب القناعات والثقافات والتصورات.